ظاهرة فلكية فريدة في سماء الإسكندرية

تاريخ النشر

في يوم الأربعاء 7 مايو قام الباحث أيمن محمد إبراهيم أخصائي علم الفلك بالقبة السماوية بمكتبة الإسكندرية برصد ظاهرة مرور كوكب عطارد من  أمام الشمس ،وهي ظاهرة فلكية فريدة ، مشابهة تماما لظاهرة الكسوف الشمسي ، وتحدث نتيجة لمرور كوكب عطارد (أقرب الكواكب إلى الشمس) بين الأرض والشمس ، فيبدو كنقطة سوداء صغيرة تمر ببطء عبر قرص الشمس.   وكانت الظاهرة مرئية من قارات آسيا وإفريقيا وأوروبا ، وكانت مصر من أفضل الأماكن لرصدها حيث أمكن مشاهدتها كاملة من بدايتها حتى مغادرة عطارد لقرص الشمس في حوالي الواحدة والنصف بتوقيت القاهرة الصيفي.  

 متى نشاهدها مرة أخرى؟

  وتتكرر الظاهرة على فترات تتراوح بين 3 و13 سنة وذلك لميل مستوى مدار كوكب عطارد على مستوى مدار الأرض بنحو 7 درجات ، أما لو كان مدار كوكب عطارد في نفس مستوى مدار الأرض لأمكن مشاهدة الظاهرة الرائعة مرة كل 3 أشهر فقط وهي فترة دوران كوكب عطارد حول الشمس (طول السنة على عطارد).   وقد استغرق كوكب عطارد 5 ساعات و19 دقيقة كي يعبر قرص الشمس ، وتابعة الآلاف من الفلكيين الهواة ، ورصدت الظاهرة في أغلب مراصد العالم ، بل ومن الفضاء بواسطة سفينة الفضاء الأمريكية – الأوروبية" سوهو" وهي مرصد شمسي فضائي يدور حول الشمس في مدار يبعد واحد ونصف مليون كم عن كوكب الأرض ، وتم إطلاقه لدراسة الشمس بلا انقطاع.   كذلك تم عرض الظاهرة على الهواء مباشرة على عدد من المواقع على شبكة الإنترنت ، مثل موقع المرصد الأوروبي الجنوبي ، والتلسكوب الشمسي السويدي ، وموقع سفينة الفضاء سوهو.  

كوكب عطارد

  وعطارد كوكب صغير ، يبلغ قطره حوالي 5000كم ، أي أقل من نصف قطر الأرض ، ويبلغ متوسط بعده عن الشمس حوالي 60 مليون كم ، وهو أسرع الكوكب إذ يتم دورة واحدة حول الشمس مرة كل 88 يوما ، إلى أن طول اليوم عليه يبلغ 58 يوما.  

كيف تم رصد الظاهرة؟

  ومن المعروف أنه لا يمكن النظر إلى الشمس مباشرة ، ولا يمكن رصد الشمس إلى باستخدام مرشح ضوئي (فلتر) ، أو باستخدام أجهزة خاصة.   وفي مكتبة الإسكندرية تابع الفلكي أيمن إبراهيم الظاهرة من خلال جهاز إسقاط شمسي ، وهو جهاز بصري مماثل للتلسكوب ، يقوم بإسقاط صورة مكبرة لقرص الشمس على شاشة بيضاء ، مما يتيح مشاهدة الشمس دون أن ي}ثر ضوءها الشديد على عين الراصد.   وقد وجه الفلكي أيمن إبراهيم دعوة مفتوحة إلى زوار مكتبة الإسكندرية والقبة السماوية لمشاهدة الظاهرة الرائعة ، ومتابعة كوكب عطارد وهو يتقدم ببطء على قرص الشمس ، وقد أبدى الزوار من المصريين والعرب والأجانب ، إعجابا كبيرا بالعرض.  

عبور كوكب الزهرة

وحيث أن مدار كوكب الزهرة يقع بين الأرض والشمس ،فإنه أيضا يمر أحيانا بين الأرض و الشمس ولكن على فترات أكثر تباعدا من كوكب عطارد ، تتراوح بين 105 و121 سنة. وعبور الزهرة القادم سيكون في الثامن من يونيو عام 2004.   ومكتبة الإسكندرية تدعو زوارها الأعزاء ، وعشاق علم الفلك في العالم أجمع إلى مشاهدة هذه الظاهرة النادرة ، والتي من حسن الحظ ، ستكون مصر من أنسب الأماكن في العالم لرصدها.  


شارك