الأرشيف الرقمي لذاكرة مصر المعاصرة
تاريخ النشر
الإسكندرية—
يقوم المعهد الدولي للدراسات المعلوماتية -وهو أحد المراكز البحثية التابعة للمكتبة- بالتعاون مع إدارة المشروعات الخاصة بمكتبة الإسكندرية في الأيام القليلة القادمة بإطلاق مشروع ذاكرة مصر المعاصرة. والمشروع عبارة عن مكتبة رقمية تضم جميع المواد التي تحمل أهمية ثقافية وتاريخية، والمتعلقة بالدولة الحديثة في مصر؛ حيث يتم حفظ تلك المواد رقميًّا لتكون متاحة للجميع من خلال أرشيف رقمي على الإنترنت. وتقدم ذاكرة مصر المعاصرة إطلالة حقيقية وشاملة على تاريخ مصر الثري الذي لا تستطيع مكتبة أو مجموعة أخرى استيعابه، وذلك من خلال كمٍّ هائلٍ من المواد التي تمثل المصادر التاريخية الرئيسية التي صدرت ابتداءً من عهد محمد علي عام 1805 حتى عهد السادات عام 1981.
تماشيًا مع أهداف المكتبة، يسعى المشروع إلى الحفاظ على تراث الماضي من خلال استخدام أحدث ما وصلت إليه تكنولوجيا المعلومات. وقد تفضلت أسر عدد من الشخصيات الهامة التي يتضمنها المشروع؛ مثل رئيس الوزراء الأسبق محمد محمود باشا وأفراد العائلة البطرسية ذات النشاط السياسي الكبير، بالسماح لمكتبة الإسكندرية برقمنة مجموعاتها الخاصة. وتم أيضًا وضع وحدات للمسح الضوئي في كل من دار الهلال، ودار المحفوظات، ودار أخبار اليوم، وذلك لضم مجموعاتها إلى المكتبة الرقمية لذاكرة مصر المعاصرة.وقد تم إتاحة تلك المصادر، والتي خضعت لعمليات رقمنة مطولة، في مستودع ذي بنية تحتية تسمح بالاتساع في المحتوى، كما تقدِّم المكتبة الرقمية لذاكرة مصر المعاصرة واجهة عرض سهلة الاستخدام، تحمل مواد متعددة الأبعاد.
ومن خلال ذاكرة مصر المعاصرة، يستطيع المستخدم الاطلاع على:
• ما يزيد عن 20,000 صورة فوتوغرافية لأشهر الشخصيات وأهم الأحداث في التاريخ المصري.
• ما يزيد عن 11,000 وثيقة متعلقة بموضوعات؛ مثل تشكيل الوزارات والأحزاب السياسية والحروب والثورات.
• حوالي 1200 مقدِّمة تحليلية وبيوجرافية قامت بتحريرها إدارة المشروعات الخاصة.
• ما يزيد عن 5800 من القصاصات التي تم جمعها من جرائد ومجلات مختلفة.
• 65 خريطة نادرة.
• ما يزيد عن 1000 خطبة لعدد من الحكام ورؤساء الوزراء، تغطي موضوعات وأحداثًا متنوعة.
• ما يزيد عن 140 تسجيلاً صوتيًّا، يشمل أغاني وخطبًا ومقابلات مع شخصيات في مختلف المجالات.
• ما يزيد عن 250 تسجيل فيديو؛ أغلبها ذو جودة عالية.
• ما يزيد عن 540 إعلانًا تاريخيًّا عن منتجات وخدمات مختلفة.
• ما يزيد عن 950 غلافًا لمجلات وجرائد وروايات وألبومات وبوسترات أفلام.
• حوالي 290 عملة معدنية وورقية.
• ما يزيد عن 380 طابعًا تذكاريًّا تم إصدارها تخليدًا لذكرى شخصيات وأحداث هامة في تاريخ مصر الحديث.
• حوالي 100 ميدالية حصلت عليها شخصيات مختلفة.
• الكتب المتعلقة بمحتوى المشروع والموجودة في مستودع الأصول الرقمية.
وتنقسم المكتبة الرقمية إلى خمسة مداخل رئيسية: الحكام، ورؤساء الوزراء، والأحداث، والموضوعات، والشخصيات العامة؛ وينقسم كل مدخل بدوره إلى مداخل فرعية، مما يشكل فهرسًا يحوي أكثر من 500 بُعد. ومن الممكن أن يكون لأي عنصر في الذاكرة أكثر من بُعد يمثل الروابط بين الشخصيات والموضوعات والأحداث. وقد تم أيضًا تصنيف كل عنصر بحسب نوع المادة (صورة فوتوغرافية، فيديو، إلخ)، مما يشكل فهرسًا آخر يضم 14 نوعًا مختلفًا. ويستطيع المستخدم أن يدخل الذاكرة من المداخل أو نوع المادة، ويمكنه القيام بمزيدٍ من التحديد للمواد المصنَّفة باختيار مداخل فرعية أخرى. ويقدم هذا التداخل بين الفهرسين – المداخل ونوع المواد – شبكة متعددة الأبعاد من المواد والموضوعات؛ مما يتيح للمستخدم استكشاف جميع العلاقات التي تربط بين محتوى المكتبة الرقمية وأهم الشخصيات والأحداث والموضوعات في تاريخ مصر المعاصر.
ولتنوع المادة المرئية على ذاكرة مصر المعاصرة، تتيح المكتبة الرقمية استخدام أكثر من برنامج عرض بما يتناسب مع طبيعة المواد الموجودة، وذلك لإثراء تجربة التصفح. بالإضافة إلى ذلك، توجد خاصية الخط الزمني التي تتيح للمستخدم تحديد المادة المطلوبة بفترة زمنية محددة، وذلك في أي مرحلة من مراحل التصفح. تقدم أدوات البحث الموجودة في ذاكرة مصر المعاصرة اختيارات عديدة لإيجاد المادة المطلوبة، فإنه يمكن للمستخدم القيام ببحث شامل بسيط، أو بحث متقدم في نوع واحد من المادة الموجودة، أو بحث متقدم في كل أنواع المواد مع تحديد معايير معينة، كما يمكن القيام بثلاثة أنماط للبحث الصرفي للكلمة: البحث بالكلمة بالتحديد، أو البحث بجذع الكلمة (الكلمة مجردة من السوابق واللواحق)، أو بجذرها.
وبعد ثلاثة أعوام من التعاون والجهد الدءوب، لا يمكن القول أن المشروع قد اكتمل، فقد تم إنشاء المكتبة الرقمية ببنية تحتية صُمِّمت خِصِّيصًا بحيث تُمَكِّننا من الإضافة المتواصلة للمادة، وتتوقع المكتبة أن تساهم جهات عديدة بمزيدٍ من المواد وذلك لزيادة عمق واتساع المادة المتاحة على ذاكرة مصر المعاصرة.