سوزان مبارك في المؤتمر التمهيدي للقمة العالمية للمعلومات بمكتبة الإسكندرية

تاريخ النشر

الإسكندرية في 10 نوفمبر 2005— افتتحت اليوم السيدة الفاضلة سوزان مبارك رئيس مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية المؤتمر التمهيدي "للقمة العالمية للمعلومات"، والذي ينظمه الاتحاد العالمي للمكتبات في إطار "القمة العالمية للمعلومات"، التي ستعقد بتونس في الفترة من 14-19 نوفمبر الجاري. شارك المؤتمر لفيف من رؤساء وممثلي الحكومات ورؤساء المنظمات الدولية وعدد كبير من ممثلي هيئات ومؤسسات مجتمع تكنولوجيا المعلومات.

قامت السيدة سوزان مبارك خلال الافتتاح بالإشارة إلى الدور الذي تلعبه المكتبات كوسيط لتسهيل تبادل المعلومات بين المصدر والمتلقي. فهي بمثابة بنوك تخيلية للمعلومات تحتوى على مالا يحصى من مصادر المعلومات بين كتب ودوريات وقواعد بيانات ووسائط متعددة، فبالرغم من الزيادة المطردة في الأدوات المعرفية تظهر عوائق جديدة في شكل تكاليف باهظة وتغيرات تكنولوجية سريعة تتآمر لبناء حاجز رقمي يوسع الهوة بين الدول الغنية والدول الفقيرة حيث يترادف الغني مع المعرفة والفقر مع غيابهما، ومن هذا المنطلق تقع مهمة تحدى الحاجز الرقمي على عاتق أمناء المكتبات الذين يرفعون شعار "الخدمات للجميع"، بما تمليه طبيعتهم من ميل للانفتاح والمشاركة.

وفي كلمتها أكدت السيدة سوزان مبارك على أن التحديات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية هائلة، لذا من الضروري التأكيد على دور المكتبات في هذه القمة حيث أنها تلعب دورا أساسيا في مجتمعنا، فالمكتبات تقوم بجمع وحفظ التراث وتنظيم المعرفة الموجودة المجودة في الكتب التي تقتنيها ثم ترفع من قيمتها عن طريق فهرستها وتصنيفها وتوصيفها، كما تكفل المكتبات بوصفها مؤسسات عامة الحرية المتكافئة في الحصول على المعرفة لجميع المواطنين، فالمكتبات تجمع معارف الماضي والحاضر وتطوعها لخدمة المستقبل.

وأخيرا أكدت على أهمية الكتب والقراءة إيمانا منها بأن قراءة الكتب هي صلب عملية تشكيل المجتمع المعرفي، وقاعدة نشر ثقافة عالمية للسلام، فدور الكتاب محورياً في الدعوة للسلام ومد الجسور بين الثقافات، كما ان الوسائط الالكترونية الحديثة تلعب دور مكبر الصوت الذي ينقل الصوت البشري ولا يحل محله. كما يمكن أن يصبح الانترنت وسيلة لتعزيز مبدأ "حرية الفكر والضمير والعقيدة"، بالإضافة إلى "حرية الرأي والتعبير" التي دعا إليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والتي طالما نادت بها الكتب. بالتالي ستدعم تكنولوجيا الاتصالات الكتاب وتكمل دوره كأداة ضرورية للتقدم البشري فيما ندعو لثقافة السلام حول العالم. فهذا هو الوعد الحقيقي للكتب والثقافة والتكنولوجيا.

يتناول المؤتمر الذي يعقد على مدار يومين مناقشات عن أفضل الممارسات المكتبية حول العالم والصحة العامة، والتعليم والتدريبات، والتجهيزات ضد الكوارث، وغيرها من الموضوعات، كما سيشارك فهي لفيف من رؤساء وممثلي الحكومات ورؤساء المنظمات الدولية وعدد كبير من ممثلي هيئات ومؤسسات مجتمع تكنولوجيا المعلومات.

جدير بالذكر أن مكتبة الإسكندرية تشارك بعدد من المشروعات التكنولوجية المتميزة على رأسها المشروع الفائز بجائزة لجنة تحكيم القمة العالمية للمعلومات "مصر الخالدة" -الذي صممه مركز التوثيق التراث الطبيعي والحضاري التابع لمكتبة الإسكندرية-، تشارك أيضاً مكتبة الإسكندرية خلال فعاليات القمة في معرض "تكنولوجيا المعلومات للجميع" والذي يعتبر الحدث الأكبر للقمة حيث سيشارك فيه ممثلون عن الأمم المتحدة والحكومات ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص والمنظمات الدولية، حيث يضم جناح مصر في المعرض خمسة أقسام بالإضافة إلي المعهد الدولي للعلوم المعلوماتية ISIS ومركز توثيق التراث التابعين لمكتبة الإسكندرية. من بين المشروعات الرقمية التي ستشارك بها مكتبة الإسكندرية في المعرض؛ مشروع توثيق تراث الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ومشروع رقمنة كتاب وصف مصر، وأيضاً مشروع المليون كتاب، والعرض التخيلي للمخطوطات، ومشروع لغة الشبكات العالمية، والبانوراما الثقافية.


شارك